أشلاء وملابس برائحة الغيرة القاتلة |
كل ما تبقى من الحادث |
فيما
تلملم الكويت جراحها ، وتكفكف أسر الضحايا دموعها تمكنت أجهزة الأمن من
كشف غموض حادث حريق خيمة الجهراء والذي راح ضحيته 44 سيدة و6 أطفال فيما
أصيبت 75 آخريات بحروق شديدة ،وتوصلت تحريات الأدلة الجنائية إلى أن طليقة
المعرس الأولى وعمرها 23 عاما وأم لولديه، هي مرتكبة الحادث، وأنها أقدمت
على فعلتها بفعل الغيرة والانتقام في الوقت الذي يتم فيه دفن الضحايا بما
فيهن سعوديتان. وقالت المصادر: إن إحدى الخادمات شاهدت مرتكبة الحادث وهي
تسكب مادة تشبه البنزين على خيمة العرس وبعدها اشتعلت النيران، وأشارت الى
أن الخادمة تناقلت ما رأته مع خادمات المنازل المجاورة، وخلال تكثيف
المباحث الجنائية تحرياتها توصلت إلى أول الخيط والذي تتبعته حتى توصلت
إلى الجانية التي قدمت اعترافات تفصيلية أمام المباحث.
75 مصابة :
وكان رئيس جهاز الإطفاء جاسم المنصوري قال أمس: إن “جميع الضحايا من
النساء وبينهن 6 أطفال”، موضحا أن عدد الجرحى 75 بينهم 7 في حال الخطر.
واضاف المسؤول: إن “الخيمة احترقت في دقائق” مشيرا إلى أن حالة الهلع داخل
الخيمة لحظة اندلاع الحريق فسر عدد الضحايا المرتفع وتابع ,إن “بعض الجثث
متفحمة وبالتالي سيصعب التعرف إليها”. وقال رئيس جهاز الإطفاء: إن ما بين
150 و180 شخصا كانوا في الخيمة عند اندلاع الحريق ولم يبق منها سوى هيكلها
الحديدي أمام المنزل الذي احتفل فيه بالزفاف. وتضررت سيارة واحدة على
الأقل من جراء الحريق. وسقط عدد من الضحايا نتيجة حالة الهلع التي أصابت
المدعوين من جراء اندلاع الحريق. وبحسب معلومات صحافية كان أهالي الضحايا
قطعوا في مرحلة أولى الطرقات المؤدية إلى المنزل خشية التقاط وسائل
الإعلام صوراً لبناتهم ونسائهم. وأعلنت وزارة الداخلية ظهر أمس الأول أنها
وضعت في تصرف الجمهور رقما للاتصال والحصول على معلومات عن الضحايا وشكلت
خلية للاتصال بجهاز الشرطة القضائية المكلف التعرف إلى الجثث. وفتح تحقيق
رسمي لكشف أسباب اندلاع الحريق لكن الصحف الكويتية تحدثت عن ماس كهربائي
أدى إلى انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي. وحظرت الكويت خيام الأفراح بعد
اندلاع الحريق.
اعترافات الخادمة :
وقالت مصادر :إن الزوجة الأولى للعريس(طليقة) كانت قد هدّدت في أكثر من
مناسبة بتدمير العرس انتقاما من زوجها الذي عقد النية بالزواج عليها وإنها
ستقتل فرحتهم إن أقدم الرجل على الزواج من سيّدة أخرى، لكنّ أسرة العريس
لم تأخذ تهديدات الزوجة الأولى على محمل الجدّ، إلا بعدما هَوَت خيمة
العرس ككرة من النار فوق رؤوس المدعوات والأطفال الصغار، في وقت لم تتح
للغالبيّة فرصة للنجاة من الحريق الذي أتى على كل شيء خلال دقائق معدودة،
وهو ما دفعهم الى الاتصال بالزوجة الأولى وإتّهامها بتدبير الحريق على
اعتبار أنّ طريقة الحريق كانت تشي بأنّ وراءها مُفتعِل ورغبة في الانتقام،
فما كان من الزوجة الأولى إلا أن توجّهت إلى أحد مراكز الأمن لتتقدم بشكوى
ضد أهل زوجها على اعتبار أنّ اتهاماتهم لها وشكوكهم بها من شأنها أن
تضرّها، لكن في الوقت نفسه كانت الأجهزة الأمنيّة تستمع إلى إفادة خادمة
أندونيسية قالت: إنّها شاهدت بنفسها زوجة كفيلها الأولى تحوم حول الخيمة،
لكنها اختفت بعد ذلك.
الغيرة القاتلة :
ووفقًا لمصادر أمنية فإنّ الأجهزة المختصة استدعت الزوجة الأولى لاحقًا
وسألتها عن مكان وجودها لحظة وقوع الحريق، فأشارت إلى أنّها كانت في أحد
الأسواق وأنّ سائق سيارة أجرة هو الذي أوصلها الى أحد المجمعات التجارية،
وعند مواجهتها بالخادمة التي رأتها ارتبكت بشدة، وعادت لتنفي أنّها كانت
في أحد الأسواق حين طلب منها وصف سائق التاكسي وسيارته الأمر الذي أدّى
الى الاشتباه فيها وتوقيفها إلى حين تجميع أدلة أخرى ضدها أو تبرئتها،
لكنها طلبت لاحقًا عرضها مجددًا على رجال التحقيقات لتقول كلامًا جديدًا
مفاده أنّها جاءت الى محيط الخيمة فعلاً، وهي تحمل قنينة بنزين، لكنّها
ألقتها بجوار الخيمة من دون أن تشتعل وغادرت المكان مسرعة بعدما لمحتها
الخادمة، حيث عثرت الشرطة الكويتية فعلاً في مكان الحادث على قنينة
البنزين، كما أن ناجيات أبلغن أنّ رائحة بنزين قوية انتشرت بقوة قبل أن
تندلع النيران، الأمر الذي يمكن أن يعزّز فعلا فرضيّة أن تكون الزوجة
الأولى هي الجانية .