لن يلحظ المشاهد العربي وجود تغييرات تذكر في الصراع الرمضاني بين القنوات
الفضائية، فالمسلسلات الخليجية تطل كعادتها عبر نافذة الكوميديا
الاجتماعية، التي تتخذ من كوميديا الموقف بصمة لدغدغة مشاعر المشاهدين،
والمسلسلات الاجتماعية التي تتحدث عن التراجيديا التي ما زالت تركز على
وجه واحد من وجوه المجتمع الخليجي.
وفي المقابل ــ وحسب الملاحظ ــ
فإن المسلسلات العربية ما زالت هي الأخرى تعيش على الرومانسية الحالمة
التي لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، وتأجيج النعرات القبلية
بالتركيز على الثأر والقصص التاريخية المشبعة بأفكار السينارست.
القنوات الفضائية التي اتخذت من مصطلح «حصري» حشدت عددا من المسلسلات التي
اتضح مع مرور الأيام أنه في ظل العولمة لم يعد هذا المصطلح واقعا ملموسا
في ظل تكرارها وتكرار مشاهدتها أينما حل «رموت» التلفزيون.
الأعمال الدرامية التي واكبتها «عكاظ» أثناء التصوير يصعب حصرها، لكن من
أبرز الأعمال الدرامية والبرامجية التي يطالعها المشاهد على قنوات
التلفزيون السعودي، مسلسل «شعبان في رمضان»؛ يتناول مشاكل الشباب والكبار
كالغيرة الزوجية وغيرها، «أبجد هوز» وهو مسلسل كوميدي منفصل الحلقات يناقش
القضايا الاجتماعية والتربوية والسلوك العام بأسلوب ناقد وهادف، «وراك
وراك»، «العودة إلى الحياة»، و«نجوم».
أما البرامج التي أعلن عن
عرضها فمن أبرزها، برنامج «شخصيات وتجارب»، «مع القرآن»، «مع البلاغة
النبوية»، «الناس في رمضان»، «حكاية أكلة»، «حديث اليوم»، «المحجة
البيضاء»، «جلسة مصارحة»، وبرنامج الأسرة «مكسرات».
شتاء ساخن
تشهد الأعمال الرمضانية في القنوات الفضائية هذا العام تنافسا بين الأعمال
السورية والمصرية في الأعمال الجاسوسية، حيث تدخل الأعمال السورية منافسة
للمصرية التي تقدم «حرب الجواسيس»، بينما السورية تقدم هذا العام من خلال
مسلسل «رجال الحسم»، من خلال قصة «فارس» المدرس الجولاني الذي يفقد أمه
وأخاه في حرب الـ 67، ويقرر الانتقام بتنفيذ عملية استشهادية في الأرض
المحتلة، لكن الظروف تحول دون تحقيق ذلك، بينما تبرز منافسة أخرى حيث
يتقاطع العمل السوري «شتاء ساخن»، مع الأعمال التركية التي عرضت أخيرا من
حيث معالجته الدرامية، حيث يتطرق إلى عصابات مهمتها السرقة والنهب.
تكرار الموضوعات
أما الأعمال الدرامية التراجيدية فتحتل الدراما الخليجية الأولوية من حيث
تكرار الموضوعات، ومن أبرز الأعمال التي تقدم «فضة قلبها أبيض»، «هوامير
الصحراء»، «دمعة يتيم»، «عقاب»،» «هدوء نسبي»، و «منيرة»، وهو عمل يخوض في
تاريخ الكويت. إضافة إلى الجزء الثاني من مسلسل «شر النفوس» الذي يعتمد
على المفارقات بين الحب والجحود والتضحية والنكران، ويسلط الضوء على
مشكلات العلاقات الاجتماعية بين الأسر في المجتمع الخليجي.
ولا تغيب
الفنانة سعاد عبد الله كعادتها عن السباق الرمضاني، وهذه المرة تقدم عملها
الاجتماعي «أم البنات» الذي تعود به إلى الوقوف أمام الفنان غانم الصالح،
وتدور أحداث المسلسل حول «شريفة» المرأة الضعيفة المستكينة التي تخضع
لسلطة الرجل، بعد أن تركت لزوجها العنان في التحكم بأقدارها ثم بمصائر
بناته الست اللواتي عانين طويلا من مصاعب الحياة وسلطة الأب.
في
المقابل، تشهد الأعمال التاريخية والبدوية تنافسا بين الأعمال الإماراتية
التي تمثل الدراما الخليجية من خلال «دروب المطايا» الذي يحكي قصة تأسيس
إمارة أبوظبي، والسورية والمصرية ومنها مسلسل «قبائل الشرق»، «فنجان
الدم»، «باب الحارة»، «الرحايا حجر القلوب»، الذي يلعب بطولته نور الشريف.
المسابقات الثقافية
وبعيدا عن الدراما، فإن برامج المسابقات لها حصة في الدورة الرمضانية
الفضائية، حيث عاد «سباق المشاهدين» على شاشة القناة الأولى في التلفزيون
السعودي، واستمتاع جديد مع برنامج «الرقم الصعب» الذي يقدمه الإماراتي
ناصر الجهوري، وترتكز فكرته على وجود فريقين، ويقود كل فريق شخصية من
مشاهير الوطن العربي، سواء كانت شخصية فنية أو إعلامية أو رياضية، إضافة
إلى برنامج «حروف وألوف» الذي يقدمه الإعلامي السعودي محمد الشهري.
مشاهدات أخرى
أمام هذا التصنيف للأعمال التلفزيونية تتنوع شاشات الفضائيات العربية بعدة
أعمال درامية تجسد النواحي الاجتماعية مثل المسلسل السوري «باب الحارة»،
«أبو ضحكة جنان»، «الشام العدية»، «صبايا»، «أنا قلبي دليلي»، و
«المصراوية». إضافة إلى العديد من الأعمال الأخرى، مثل: «عشان ما ليش
غيرك»، الذي تلعب بطولته الفنانة النجمة إلهام شاهين التي تؤكد أن
اختيارها للمسلسل كان بين عدد كبير من السيناريوهات التي عرضت عليها،
موضحة أن المسلسل يناقش قضايا عدة من بينها رد فعل الرجل الشرقي عندما
تتولى المرأة المناصب القيادية، والفارق الطبقي في توزيع الثروات والمناصب
في المجتمع المصري، والظلم الذي قد تتعرض له الطبقات الفقيرة والضعيفة في
المجتمع. وهو من تأليف عاطف البكري، إخراج رضوان شاهين.