حسن محمد الأنصاري
القرآن المنزل من الله سبحانه وتعالى والذي نتدارسه ونقرأه في شهر رمضان فنزداد تعلقا به، ونبحر من خلال آياته إلى أعماق الإيمان لنستخلص منها أثير السماء غاسل الروح. الآلاف من الآيات نزل بها «جبرائيل» (ع) على من اختاره الله ليكون المستقبل الوحيد لها، ألا إنه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي تحمل مسؤولية نشرها، فمن عصمته أعطاه القدسية المباركة لأنه الخطاب الإلهي للبشرية على مر الزمن، لا زيف فيه ولا خطأ. قال النبي (ص): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، الإمام الحسن بن علي (ع) أول مولود لأهل بيت النبوة ورابع من شمله حديث الكساء وأحد المعصومين الأربعة عشر. البعض يفتقر الى المفهوم العلمي وسر امتياز العصمة التي وهبها الله لمجموعة من خلقه، والبعض اعتقد بنفسه مفكرا حين اتجه نحو المعاني التعبيرية والجدل الأفقي الفلسفي والتاريخي بحثا لمفهوم العصمة، ولكن حين تكون الحاجة معرفة الحكم المطابق للخطاب الإلهي (القرآن) والقائم على الأسس العلمية القاطعة للشك بالدليل والحكمة.. يكون من يملك حق الامتياز والصلاحية والقدرة العلمية هو الأولى والأفضل أن يكون ضمن السلسلة المعنية بنشر تعاليم الخطاب الإلهي للبشر بعد أن أنزل الله القرآن كتابا طاهرا مقدسا ومعصوما من الخطأ ليكون ومن حيث البروتوكول الإلهي: الكتاب المقدس لا يلتقي إلا بالمعصوم لنشر مفاهيمه، وأعتقد أن أنسب تعريف للعصمة بالمفهوم العلمي: «الارتقاء بالطاقة الروحية والاستقرار بأقصى درجة منها حتى تكون مجموعة الصفات والعادات والأخلاق والسلوكيات النفسية والجسدية تحت السيطرة الفكرية الخالصة لارادة ومشيئة الله في جميع الأحوال والأوقات، وفي الظروف الاستثنائية والقدرة العلمية الراسخة في منبعه الأصلي (النبوي) لاستنتاج واستنباط الخطاب الإلهي المقدس». فهو إمام معصوم إن قاد الأمة أو اعتزل القيادة، إن جاهد أو جنح للسلم، هو إمام معصوم إن قام في المجتمع أو انفرد بداره، إن حضر أو توارى وغاب عن الأنظار، والظالم لا يمكن أبدا أن ينال هذا العهد لأن القرآن المقدس ثقل لا يوازيه إلا ثقل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام من بعده، ولكن حين اختلفت الأمة على ثقل المعادل للقرآن بقيت الكنوز الثمينة الخالصة من الخطاب الإلهي في متون الآيات الكريمة، بل ونجهل الكثير من معانيه إلا أننا لا نختلف على قراءة القرآن للأجر والثواب وخصوصا في شهر رمضان المبارك، فأحسنوا قراءته وترتيله وتدبره. كما ونبارك لكم ميلاد سبط النبي الأكرم الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(ع) الذي أرسى قواعد الصلح والسلم ووضع أسس احترام الميثاق السياسي، حتى يعم السلام بين أمة الإسلام ويقضي على الفتنة والتشرذم ولنا فيه أسوة حسنة السلام عليك يا ابن بنت المصطفى أيها الزكي المجتبى والعبد الصالح ورحمة الله وبركاته.